شبكة منتديات مدينة اصيلة جوهرة المحيط الاطلسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا وسهلا بك يا زائر في شبكة منتديات مدينة اصيلة جوهرة المحيط الاطلسي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<

 

 مدينة أصيلة المغربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Yousef Mrabet Dajidi
مدير موقع
مدير موقع
Yousef Mrabet Dajidi


ذكر

عدد المساهمات : 216

تاريخ التسجيل : 18/06/2011
العمر : 34
الموقع : http://αsila.yoo7.Com

مدينة أصيلة المغربية Empty
مُساهمةموضوع: مدينة أصيلة المغربية   مدينة أصيلة المغربية I_icon_minitimeالأحد يونيو 19, 2011 4:18 pm

وأنتَ داخلٌ أصيلةَ فى شهر غشت/أوت، تنسى الصيفَ وتنسى الأصحابَ الذين تركتَ بعيدًا وتنسى عاداتِك ولا يبقى لك من نفسك إلاّ لغتك. لا بل إنّك إذا لم تكن مليئًا بألفاظك فإنكّ داخلٌ صمتًا لا يُخرجُك منه سوى خروجك منها، ولكنّ المدينة تتوفّر على كثير من "فنون السِّحر" بحيث لا تترك لك فرصة التفكير فى مغادرتها أبدًا.
أصيلة، ملكة تتربّع على عرش الأطلسيّ وترنو بأبوابها صوب المتوسّط، وتمدّ ساقيها المرمريّتَيْن فى الماء، وأحيانًا تشتهيها الأمواجُ فتتضامُّ وتقفزُ إلى صدرها هامسة بلغة البَوْحِ، وأحيانًا أخرى تتراجع عنها قليلاً فى شيءٍ من الحياءِ تاركةً لها فسحةَ تأمّل سمائها الصافية وهى تشربُ سُلافةَ نهارٍ راح ينهار فى الظلمة حالِمًا بعودة قريبةٍ إليها تاركًا خلفَه قمرًا يُطلُّ من جهاتٍ لا تعرِفُها لكأنّ أصيلة سُرّةُ الكونِ.
أصيلة مدينةُ المتناقضاتِ المتآلفاتِ
وبالرغم من كونِ عدد سكّانها الأصليّين لا يتجاوز خمسةً وعشرين ألفًا، تصير مدينة أصيلة فى شهر غشت مدينة عالميّة ومسرَحًا تُعْرَضُ عليه لوحاتٌ بشريّة حيّة وأخرى حجريّة حيّة أيضًا، تأتلف فى شيءٍ من التناغم وفى شيءٍ من الحميميّة وفى شيءٍ من التلاحم الحارِّ لا يُخفى تناقضاتٍ عديدةً لا تستطيع أن تتبيّنها ولكنّك تتحسَّسها فى أعماقك، تناقضات تبلغُ بك أحيانًا حدَّ الإغماء الشبيه بالخدر وحدّ الدهشةِ الشبيهة بحالِ الضياع فى اللاشيء أو فى كلّ شيءٍ: دهشةِ الأسوار البرتغالية وهى تتحوّط المدينة العتيقة بشموخٍ تاريخيّ وتهمسُ للعابرين بأسرارٍ لا تقولُها اللغةُ، دهشةِ الشوارع التى تنسلُّ من بين الأحياءِ لتلتقى فى ساحة محمّد السادس وتتعانق فى حَياءٍ طفوليٍّ كبير مَا يُشجِّعُك على الرغبة فى معانقة كلّ العابراتِ بكلّ ما لك من حرارةِ العاطفةِ وبكلّ ما تمتلك من قدرةٍ على الحُبِّ الصوفيِّ.
ويأتيك الإدهاشُ كلّما خامركَ اليقينُ، فيقودك فارغًا من روحِكَ مثلَ مجذوبٍ اختلط لديه الحقُّ بالباطل إلى أسواق المدينة، حيث سيّارة من أرقى الموديلات العالميّة تسير ببطْء خلفَ حمارٍ يُجرجِرُ عربةً مليئة بفواكه الجنّة وخُضارِ الأرضِ، وحيثُ العجائز يضعن مظلاّتٍ إسبانيّة مطرَّزة فوق رؤوسهنّ ويُغنّين بأصواتٍ عذبةٍ خلف صناديق بضائعهنّ كصناديق التين الشوكيّ "تين النصارى" أو صناديق الكرموس "تينِ المسلمين" وهو ذاك الذى نقتطعه من الكروم، وهناك تجدُ أحلامَك تتطاير منك صوب الأزقّة الصغيرة المليئة شرفاتُ بيوتها بأصوص القرنفل ثم تعود إليك مليئةً بالخيالِ، حُبْلى بالمعنى، صافيةً من "فوضى حواسّك" ويرتدُّ إليك الهَوْسُ بالأشياء: فتراك تمشى دون غايةٍ محتملة وراء نساءٍ بغاياتٍهنّ الممكنةٍ، يترقرقنَ كالماءِ فوق أرصفةِ الشوارع ويوزّعنَ ابتساماتِهنّ العسليّةَ بالمجّان مع كلّ التفاتةٍ منك إليهنّ، هنّ صبايا مكتنزاتٌ بالحياة الدّنيا ومليئاتٌ بمتاعِ الآخرةِ، تكاد تمدُّ يدكَ مُسَلِّمًا سلامًا فترتدُّ إليك يدُك تقطر من بين أصابعها رعشة لم تعهدها فيك إلاّ فى أقصى حالاتِ الوجدِ.
ولعلّ أكثر التناقضات التى تُبْهِرُكَ وتُعيدُ إليك الأملَ فى الآتى من مستقبَلِ الناسُ هو ذاك التماعُنُ الفريدُ بين اللهجاتُ الإفريقيّة بكلّ تنوّعها وبين تلك اللغات الأجنبيّة كالإسبانية والفرنسيّة ولغات أمريكا اللاتينيّة، حتى أنّك لا تستطيع تمييز هذا الشخص من ذاك إلاّ متى تكلّم، فَكأنّ أصيلة تنتقى زوّارَها من المنحوتاتِ الآدميّةِ الصافيةِ من الخربشاتِ حتى تزيدَ بها نَوّارَها النابتَ على حوافِّ الأرصفةِ وفى قلوبِ الناسِ..
أصيلة مدينة المفردات الجميلة
تضمّ مدينة أصيلة أربعةً وثمانين شارعًا، منها سبعة تحمل أسماء لأولياء صالحين مثل سيدى عبد الله قنون وسيدى أحمد بن منصور وسيدى على بن حمدوش وسيدى ابن مرزوق وسيدى بن عيسى وسيدى مبارك وسيدى الطيّب، ومنها أربعة عشر شارعًا يحمل اسم باب من أبوابها الكثيرة التى تنفتح من خلالها المدينة العتيقة ذات الأسوار البرتغالية على المحيط الأطلسيّ نذكر منها باب البحر وباب القصبة وباب قريقية وباب رمال وباب السوق وباب بغداد وباب البنفسج.. وتوفّر للسائح تسعة عشر فندقًا وأربعة مُخيّمات صيفيّة وتسعة عشر مطعمًا مختصًّا فى الأسماك الأطلسيّة والحريرة وهى أكلة مغربيّة فى شكل حَساءٍ صفراويٍ تشوبه خُضرةٌ خفيفةٌ يُقبل عليها الزائرون ويجدونها فى إثنتَيْ عشرَةَ مقهى كامل اليوم. وبأصيلة حمّامان تقليديان يلوذ بحرارتهما الناس من برودة نسمات الأطلسيّ أيّام الشتاء. ولأنّ أصيلة مدينة الفنّ، فقد توفّرت على خمس قاعات عرضٍ للفنون التشكيليّة التى تفتح أبوابها لكلّ فنّانى العالم عربًا وأفارقة وغربيّين بالإضافة إلى فنّانيها التشكيليّين أمثال محمد ملاحى ومُعاد جبّارى وأنس بوعنّانى ويونس الخرّاز ومحمد عنزاوى وحكيم غيلان ومصطفى المرابطى والصادق حدّارى وسُهيل بن عزّوز وعبد القادر ملاحى وغيرهم.
فى المساء، تتعالى أصوات الأذان من خمسة عشر مسجدًا أو مقامًا لوليّ صالح على غرار المسجد الأعظم ومسجد للاّ سعيدة ومسجد الزكورى ومسجد ابن عيّاد وزاوية سيدى بن عيسى والزاوية القادريّة ومقامامات أضرحة سيدى محمد بن مرزوق وسيدى أحمد بن منصور وللاّ منّانة وسيدى مفتاح وسيدى العربى غيلان وسيدى الأصيلي.
المقهى
مقاهى أصيلة لا تنام فى شهر غشت، تراها دومًا مكتظّة بالزبائن وبكؤوس الشاى الأخضر المنعنع، فالشاى بالنعناع، عند سكّان أصيلة، علامة من علامات كرم الضيافة، إذْ يملؤون الكأس بنوع خاصّ من النعنان الذى يُزرع فى شمال المغرب الأقصى ويصبّون عليه الشاى الأخضر فيمتزجان امتزاجًا صوفيًّا يكاد يذهب بعقول شاربيه لجودة نكهته ولحلاوته الخفيفة ولقدرته على مقاومة العطش الصيفيّ وفيه، كما قيل لنا، منافع صحيّة أخرى كالمساعدة على هظم الأطعمة، والقضاء على حصوات المرّارة وتشجيع الجسم على التخلّص من خلاياه الميّتة التى قد تسبّب فى أحيان كثيرة أمراضًا خطيرةً. وأجمل ما تسمع فى مقاهى أصيلة الموسيقى، موسيقى منفتحة على العالَم وتُلبّى أُفُقَ انتظارات كلّ الزوّار مهما تنوّعت مشاربهم الفكرية واختلفت أصولهم العرقيّة، ففى الصباح تسمع فيروز ونجاة الصغيرة، وفى الظهر تسمع محمد عبد الوهّاب ووردة ونعيمة سميح، وفى المساء تسمع ناس الغيوان وعبد الحليم حافظ وأمّا الليل، فمخصوص فقط بأغانى أمّ كلثوم تسمعها بعيْنَيْك فتستعذبها وتطرب لها وتنفتح بفعلها فيك شهواتُك على كلّ شيءٍ من لذائذ الأرض الوفيرة بأصيلة.. ومن المقاهى الشهيرة بمدينة أصيلة مقهى "زويريق" وهى عبارة عن متاهة مبنيّة بالقصب فلا يراك أحد ولا تراه إلاّ ظلاًّ مرتسمًا على الجدران الخارجيّة للمقهى، وفيها شرب الشاى أشهر شخصيات العالم السياسيّة والفكريّة نذكر منها محمود درويش وعبد المعطى حجازى ومحمد شكرى ونزار قبانى وألبارتو مورافيا وشيراك وبيكام وغيرهم من المشاهير الذين نسيَ "نورالدّين" صاحب المقهى تذكّرَ أسمائهم لوفرتها.
نادل المقهى
لعلّ ما ينماز به نُدلاء مقاهى مدينة أصيلة هى إجادتُهم لأكثر من لغة من لغات العالم، فالواحد منهم، إضافة إلى مظهره اللائق وبشاشة وجهه، تراه يخاطب الزبائن كلاًّ بلغته فمرّة يتكلّم الدارجة المغربية وأخرى العربية الفصحى وثالثة الإسبانية ورابعة الفرنسية وخامسة الإيطالية وسابعة الألمانية والأنجليزيّة وحتى لهجات إفريقيا الوسطى، وهو ما أثار انتباهنا فسألنا أحدهم ويسمّى "فريد المساوي" عن كيفيّة تمكّنه من كلّ هذه اللغات نطقًا وتواصلاً فأعلمنا بأنّ اللغات تأتيه إلى مقهاه فيتعلّمها من أفواه أصحابها لا بل يزيد عليها من مطالعاته مَا يسمح له بمخاطبة أيٍّ كان بما يفهم، وأحيانًا تراه يقوم بوظيفة مترجم بين زبونَيْن بالمجّان.
المرأة
للمرأة فى أصيلة طعمٌ خاصٌّ ونكهةٌ لا تُسمّيها اللغةُ، هى مزيجٌ من جمال الشرق الذى حمله العرب الفاتحون ومن جمال الغرب فى بلاد شبه جزيرة إيبيريا، المرأة فى أصيلة، كالشمع، ولكنّها لا تذوب بسهولة. أغلب الفتيات اللواتى مررنَ بنا فى الشوارع كنّ شقراوات بعيون خضراء أو سمراوات خمراويات بعيون زرقاء، لكأنّ الواحدة منهنّ حوريّة من حوريات الجنّة نزلت فى غفلة من عليائِها لتمشيَ فى شوارع أصيلة حتى تتبعُها قلوب الذكور زاحفةً على الأرضِ متوسّلةً بأعذب الكلمات وأحيانًا تنزو دَمًا عاطفيًّا قانيًا. والمرأة فى أصيلة لطيفة نظيفة عطوفةٌ تبتسم لك دون مشقّةٍ لا تكاد تسمع صوتَها إلاّ همسًا موقَّعًا كموشَّحٍ من موشّحاتِ الأندلس، ويُقال إنّها متى أحبّتْ، إذا أحبّتْ طبعًا، لا تنطق إلاّ بالشِّعْرِ على طريقة ولاّدة بنت المستكفي، شِعْر مليءٍ بالدفءِ الأنثويِّ ومليءٍ بفائضٍ من الحنان، ومليءٍ بالتمنّع أيضًا على الغرباء إلاّ إذا كان الواحد منهم يتوفّر على لسان "يُجيدُ غَزْلَ الحريرِ" مثلي، حينها تنفتح شهيّة الأنثى ويُصيبُها جوعٌ مقيتٌ للتواصل البريءِ، تواصلٍ يبدأ بالابتسامة وينتهى بتقديم أرقام الهاتف وعنوان البريد الألكترونى وأحيانًا ينتهى بما أعرفُ ولا أقولُ. والذى يشدّ الرجل إلى نساء أصيلة هو ثقافتهنّ العالية، فالواحدة منهنّ تُحلّل لك خبرًا من أخبار الفضائيات تحليلاً لا يُجيدُه المختصّون فى الغرض من قدماء المحاربين ومن السياسيّين المتقاعدين ومن الصحافيّين المشهورين. وإذا أردنا اختصار رأس مال الفتاة بأصيلة نقول إنّه شيئان: جمالُها وثقافتها.
الشارع
المشيُ فى شوارع أصيلة يزيد فى عمر ابن آدم أيّامًا، لا بل لعلّه يزيد فيه شهورا وأعوامًا، ذلك أنّ فرصة التواجد بمدينة أصيلة لا تتوفّر لكلّ النّاس، فهى مدينة "أصيلةُ الحسب والنسب" لا تقبل من خُطّابِها إلاّ اللّبقَ الذى يُجيد المشيَ فوق "البَيْضِِ" فلا يكسُرُه. فى الصباح تخلو الشوارع من الناس، فالنّعاس يشدّهم إلى أسرّتهم حتى تشبع أجسادهم من النوم الذى فرّوا منه فى الليل، وما أن تقترب ساعات الظهر حتى تدبّ الأرجُلُ ببطءٍ، أرجُلٌ تحمل أجسادًا شفيفةً كما لو كانت مصنوعة من البلّور، فإذا أقدم المساء عجّت الشوارع بالخلقِ كما يوم القيامةِ، ولكنْ دونما حِسابٌ ولا عِقابٌ، فشوارع المدينة رحيمة بزوّارِها وتغفر لهم نزواتِهم ومروقَهم عن المألوفِ أحيانًا. وعلى أرصفة الشوارع تتمدّدُ السيقان العارية الصقيلة لبنات عيسى، وحذوها يجلس أتباعُ مِلّة محمّد "ص" ويحدث بين هؤلاء وهؤلاء تواصل خفيٌّ غير لفظيٍّ أحيانًا، تواصلٌ يتجلّى فى الابتسامات الخفيفة التى يذوب لها القلبُ وتتبعُه باقى الأعضاء.
وعلى حوافِّ الشوارع تنتشر المقاهى والمطاعم ودكاكين البخور ومحلات بيع الصحف والسجائر، وكلّها تتعامل مع زبائنها بالعملة التى يمتلكون سواء أكانت من نوع الدولار أم الأورو أم الريال أم الدرهم، المهمّ أن يتمّ البيع والدّفع والرّفع فى شيءٍ من الهدوءِ. وعندما يقبل الليل يختلط الحابل فى شوارع أصيلة بنابلِها، لا بل لا ترى إلاّ النُّبَلاءَ يشربون شايَهم أو مشروباتِهم الرّوميةَ أو يتذوّقون أسماك أبى موسى الأطلسيّة فى مطاعم مزدانة بالأقحوان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://αsila.yoo7.Com
 
مدينة أصيلة المغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليلة الحناء في العرس التقليدي في أصيلة المغربية
» تجمع طلبة و تلاميذ مدينة أصيلة على الفايسبوك
» مدينة asilah
»  احلى صور لي مدينة اصيلا
» أسماء بعض المدن المغربية بالأمازيغية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة منتديات مدينة اصيلة جوهرة المحيط الاطلسي :: ღϠ₡ღ المنتديات العامــة ღϠ₡ღ :: اصيلا جوهرة المحيط الاطلسي-
انتقل الى: